العلاج الجدلي السلوكي- والزّنِية البوذية Dialectical behavioral therapy (DBT) and Zen Buddha
ما لكم كيف تحكمون؟
إلى دعاة ... أنا أؤمن بالعلم .... ودعاة فصل الدين عن العلم.
ترتكز منهجية العلاج السلوكي الجدلي على ثلاثة محاور: السلوكية والجدلية والزّنِية البوذية وهو أحد أنماط العلاج المعرفي
السلوكي. مضافا إليه الجدل الهيجلي في الأساس والذي يرتكز على مفهوم الوجود
والاغتراب الذي يلتحم التحاما متكاملا في جشطلت يفقد معناه بل كيانه بغير مفهوم
الديالكتيك dialectic الذي يلزم منه التواصل بين الذات وذات أخرى interpersonal
أي وجود الإنسان بما هو إنسان.
ويعتمد كذلك على جلسات العلاج النفسي الفردي الأسبوعية ومجموعة مهارات
العلاج الجدلي والوصول إلى دعم على مدار 24 ساعة عبر الهاتف وذلك عند الضرورة, وتركز
الجلسات على التدريب على أربعة وحدات من المهارات السلوكية والتي تشتمل على:
1- اليقظة الذهنية: حيث التركيز على تحسين قدرة الفرد على القبول والحضور في اللحظة الحالية.
2-
تحمل الانضغاط: حيث التركيز على زيادة تحمل الفرد للمشاعر
السلبية بدلا من محاولة تجنبها أو الهروب منها.
3-
الفعالية الشخصية: وهي تركز على التواصل مع الآخرين بطريقة
تحافظ على احترام الذات وتقوية العلاقات.
4- التنظيم الإنفعالي:
حيث التركيز على استراتيجيات تهدئة المشاعر المشحونة.
االزّنِية البوذية Zen Buddha
تصنف زن البوذية (وهي الترجمة اليابانية للكلمة الصينية Chán وتعني التأمل) على أنها شكل من
أشكال البوذية الماهايانا Mahayana – يزورون المعابد بانتظام للتأمل وتقديم القرابين لبوذا ويقدمون
التبرعات للرهبان والراهبات- وهي الطائفة الصوفية في ميدان التصوف البوذي. ومن
يسأل عن الفرق بين البوذية والزّنِية كمن يسأل عن الفرق بين المسيحية والكاثولوكية أو الشيعة والإسلام، حيث
تؤكد زن البوذية على "التأمل" والذي بدوره مهم لكل أشكال وطرق البوذية
وتؤكد على أهمية البصيرة والتي لا يمكن اكتسابها إلا من خلال التأمل والوعي.
والمعرفة البوذية تضع المعرفة الحدسية في المقام الأول دون أن تلغي المعرفة
العقلية وهذه التجربة قامت عليها نهضة اليابان.
مارشا لينهان Linehan
مواليد 5 مايو 1943م، هي من ابتكرت العلاج الجدلي السلوكي DBT، انطلقت من البحث على اضطراب الشخصية الحدية حيث تطبيق النماذج السلوكية على سلوك الانتحار والادمان.
ولدت في تولسا- أوكلاهوما - أمريكا، ترتيبها الثالث من بين
ستة أخوات، في عمر الثامنة عشرة شخصت على أنها مصابة بالفصام، في مستشفى معهد الحياة
في هارتفورد، وعندما كانت مريضة تعرضت للعلاج بالصدمات الكهربائية والعزل وكذلك العلاج
بالثورازين والليبريوم. وقد ذكرت في حديث لها مع صحيفة نيويورك تايمز أنها عانت بالفعل
من اضطراب الشخصية الحدية وقالت أنها لا تتذكر تناول أي دواء نفسي بعد مغادرتها مستشفى
معهد الحياة. ديانتها كاثولوكية رومانية، وذكرت بأنها شاركت في ممارسات مثل التأمل
الذي تعلمته من قساوسة كاثولوكيين، بما في ذلك مدرسها الزّني Zen ويليجيس جاجر Willigis Jager.
والمأخذ الرئيس هنا أنه تم إقحام البوذية وتعالميها في
العلاج على الرغم من كونها لا تعدو فلسفة بشرية وعبادة لفئة من البشر (كوريا واليابان
والصين وبعض مناطق الهند). في العلاج النفسي لبعض الأمراض النفسية -وهذا يتنافي مع
ديننا الإسلامي الحنيف- وقد تعترض كذلك الديانات الأخرى مثل المسيحية واليهودية- ومن منظورنا فقد كان الدين علاجا للكثير من
المشاكل والهموم والأمراض فيشكل الدعاء عصب العلاج من أمراض كالاكتئاب والقلق والحًزن
فعن الصلاة قال الرسول (ص) عنها لسيدنا بلال ( أرحنا بها يا بلال) وقد ذكرت في
القرآن الكثير من المواقف التي تعرض لها أنيياء الله وقد أنجاهم من الحزن والكدر
وقلة الحيلة: ألم تر كيف كشف غمة
يعقوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وجمع بينه وبين أولاده، حين قال: "إنما
أشكو بثي وحزني إلى الله" "فصبر جميل، عسى الله أن يأتيني بهم جميعًا، إنه
هو العليم الحكيم" [يوسف:86] ألم تر كيف كشف الضر عن أيوب، بعد مرض طويل،
"إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" فاستجبنا له فكشفنا ما به
من ضر ووهبنا له أهله ومثلهم معهم، رحمة من عندنا وذكرى للعابدين" [الأنبياء:83].
ألم تر كيف استجاب ليونس (ذي النون) بعد أن التقمه الحوت، ونادى في الظلمات: ظلمة الليل،
وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت: "أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين" [الأنبياء:87]، ألم تر كيف
استجاب لزكريا "إذ نادى ربه: رب لا تذرني فردًا، وأنت خير الوارثين، فاستجبنا
له، ووهبنا له يحيى، وأصلحنا له زوجه، إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا
ورهبًا وكانوا لنا خاشعين" [الأنبياء:90]. ألم تر كيف استجاب لإبراهيم دون أن
يدعوه، بل قال حين ألقي في النار: "حسبي الله ونعم الوكيل" هكذا كان ذكر
إبراهيم، فقال الله للنار" كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم" [الأنبياء:69]،
ألم تر كيف نصر الله سيدنا محمدًا عليه الصلاة والسلام يوم أخرجه الذين كفروا من بلده
أحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إليه: "ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ
يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها، وجعل
كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم" [التوبة:40].
تعليقات
إرسال تعليق