القلب والإدراك الحسي
Heart and perception
د خالد أحمد جلال
أستاذ علم النفس المساعد، آداب المنيا
علميا، تتنتقل المثيرات من البئية عبر الحواس الخمس (السمع- البصر- الشم- التذوق- اللمس) إلى المخ عبر الموصلات العصبية والتي بدورها تتحول إلى دفعات عصبية ذات طبيعة كهرومغناطيسية تمر عبر الأعصاب المرتبطة بالحواس، حيث يتم تخزينها في المخ ليعالجها في ضوء الخبرات السابقة ثم بعد ذلك تتم عملية الإدراك الحسي.
ويعد كلا من السمع والبصر من أهم وسائل الاتصال بالعالم الخارجي، وبصفة خاصة السمع لأنه يتضمن التواصل المباشر للفرد مع بيئتة، فجهازي السمع والإبصار مرتبطين بالإدراك الحسي. ويعد الإدراك واقعا بين مجال العمليات الحسية والعمليات المعرفية، وهو عملية استثارة تعمل على تنشيط عمليات الاستدعاء والتكامل في الجهاز العصبي، فهو يتضمن عمليات مثل التصرف والتمييز والفهم والدراية والتوجه. والشكل (1) التالي يمثل تلخيص تلك المراحل:
مثيرات من البيئة حواس انتباه وتركيز إدراك حل مشكلات
شكل (1) المراحل ذات الصلة بالإدراك
فالمثيرات المحيطة بنا في البيئة تنقلها الحواس الخمس أو أحدها إلى المخ عبر الموصلات العصبية والذي بدورة يستثير عمليات الانتباه الانتقائي والذي يؤدي للتركيز في ذلك المثير ومن ثم يحدث الإدراك والذي يؤدي للفهم ومن ثم حل المشكلات واتخاذ القرارات.
وفي الأمثال الشعبية، وهي تشبيه لشيء تراه بشيء رأيته في السابق، وقد ذكر القلب كثيرا، بعض هذه الأمثال يحث على العاطفة كالعلاقة بين المحبين، والبعض الآخر يحث على التعقل والبعض على الحكم والقرار فقيل:
1- قلب الحر دليله.
2- قلبي على ولدي، وقلب ولدي علي حجر.
3- قلبه مثل الصخر.
4- جمد قلبك.
5- ساعة لقلبك وساعة لربك.
6- اللي ما تتعب فيه الأيادي ما تحزن عليه القلوب.
7- البعيد عن العين، بعيد عن القلب.
8- القلب وما يريد. والقلب له أحكام.
9- في قلبي صدى ما يحبش حدى.
وفيما روي عنه صلى الله عليه وسلم، حديث ذكره الإمام النووي في الأحاديث الأربعين النووية من حديث وابصة بن معبد حينما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك. (حديث حسن).
وفي القرآن الكريم، فإن الإدراك والفهم هو مهمة القلب ، وليس المخ، وارتبط ذكره في كثير من الآيات بالسمع والبصر أدوات الإدراك الأولى، فهو الذي يؤكد على ما تراه العين أو تسمعه الأذن، فقد ورد في الكتاب الكريم عن رب العزة:
الآيات التي ربطت بين القلب والفهم القائم على الإدراك:
- أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿24 محمد﴾
- َلهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿179 الأعراف﴾
- أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦ الحج﴾.
- إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿37 ق﴾
الآيات ربطت بين القلب والإنغلاق العقلي القائم على الإدراك:
- قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ﴿46 الأنعام﴾
- خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧ البقرة﴾
- أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿23 الجاثية﴾
- وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿100 الأعراف﴾
- أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿108 النحل﴾
- ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿3 المنافقون﴾
القلب والحيدة عن الحق القائم على الإدراك:
- مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿117 التوبة﴾
- فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿5 الصف﴾
مما سبق نستطيع القول أن الإدراك وفقا للمنهج العلمي يقوم على نقل الحواس للمثيرات من البيئة إلى المخ عبر الموصلات العصبية والذي بدورة يقوم بترجمة تلك الرموز عبر الانتباه الانتقائي والتركيز والذاكرة ومن ثم يحدث الإدراك والفهم، ولم يرد ذكر القلب مطلقا في تلك المراحل.
في حين أن القلب في الدين له معان كثيرة ومرتبط بالكثير من العمليات الإدراكية فهو يؤكد على ما تراه الحواس وتنقله للمخ فالسمع والبصر كأجهزة حسية تنقل فقط المثيرات إلى المخ عبر الموصلات العصبية والذي يقوم بالعمليات المعرفية اللازمة للإدراك الذي لم يحدث بعد، فلابد وأن تمر هذه النماذج المعرفية إلى القلب هو هنا يبصر ويرى بمعنى يدرك، ويفهم ويصدر حكما بمعني يقرر، وذلك بخلاف ما ذكره العلم من أن هناك مناطق معينة هي المسوؤلة عن الإدراك والفهم والتفكير واتخاذ القرارات. ويمثل النموذج المقترح التالي دور القلب في الإدراك:
شكل (2) علاقة بعض الجوانب المعرفية والانفعالية بالقلب كأساس للإدراك
فالقلب يرى ويسمع بمعنى يدرك، وهو يعقل ويتفقه بمعنى يدرك ويصدر حكما، والقلب المختوم عليه لا يرى ولا يسمع ومن ثم فلا يدرك "عمى القلب"، والقلب المائل عن الحق قلب زائغ مشوه الإدراك والفهم.
"سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين".
"وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".
تحديد حجم العينة بمعلومية حجم المجتمع، معادلة كوشران 1977 . Sample size calculation with Cochran formula
معادلة كوشران لتحديد حجم العينة بمعلومية حجم المجتمع تستخدم معادلة كوشران 1977 كما يلي: أنظر(Bartlett, Kotrilk and Higgins, 2001, pp.44-47) تعتمد المعادلة على عاملين مفتاحيين لتحديد حجم العينة وهما:أولا: هامش الخطأ Margin of error أو مقدار الخطأ الذي يرغب الباحث في قبوله عند اختيار العينة. وفي معظم البحوث النفسية والتربوية يستخدم هامش خطأ 5% وذلك في البيانات الفئوية أما في البيانات المتصلة فيستخدم هامش خطأ3%. ثانيا: مستوى المعنوية وهو في معظم البحوث أما 0.05 أو 0.01 وبصفة عامة يعد مستوى 0.05 هو الأكثر مقبولية. لذا استخدم الباحث هامش خطأ 0.05 ومستوى معنوية 0.05 لاختبار ثنائي الذيل. كما حسب التباين في البيانات الفئوية كالنوع مثلا (ذكور- إناث) بطريقة أقصى تباين وتبعا لذلك ستكون النسبة للجنسين هي 0.50 كتقدير للنسبة في المجتمع، وبتربيع هذه النسبة نحصل على أقصى تباين في المجتمع وهو 0.25 ولحساب حجم العينة هناك معادلتان: أ- معادلة تحديد حجم العينة المبدئي: معادلة (1)------------ n. = t2 * (p) (q) / d2 حيث n. = حجم العينة المبدئي. و t2 = قيمة "ت" المقابلة لمستوى المعنوي...
تعليقات
إرسال تعليق