رأي في موضوع الاتساق الداخلي بين الصدق والثبات. Internal consistency between validity and reliability,a point of view

قول في الاتساق الداخلي

هل هو ثبات أم صدق؟

د/ خالد أحمد جلال

قسم علم النفس – آداب المنيا

بسم الله والصلاة والسلام على أكرم خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد/

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وزملائي وأساتذتي الأفاضل:

     هناك جدل شائع بين الزملاء وبين محكمي البحوث والدراسات والمناقشات العلمية في السمنارات والرسائل في موضوع الاتساق الداخلي وللأسف نجد البعض ينساق وراء أي قول دون البحث والتنقيب عن الصحيح في المراجع وأمهات الكتب. ثم يتعاملون مع هذا الكلام على أنه حقيقة لا جدال فيها. مما يوقعهم في خطأ التحيز في القول (Citation Bias).

أقول والفضل لله

     إن منطق الثبات هو مدى قياس الاختبار للمقدار الحقيقي للسمة التي يهدف لقياسها. فهو يعني الاتساق أو الدقة في القياس.  (علام، ص 131) .

وهو النسبة بين التباين الحقيقي والتباين الكلي. ( عبد الرحمن، ص ص 164-165).

فإذا كان اختبار ما ثباته 0.85 فهذا يعنى أن التباين الحقيقي هو 0.85 وتباين الخطأ هو 0.15 باقي ال 1 صحيح  والذي يمثل التباين الكلي. 

      مع علمي بأنواع الثبات التي منها ما هو يعتمد على الزمن كثبات الإعادة والصور المتكافئة والمحتوي أو المضمون. فالتركيز هنا على الثبات المتعلق بالمحتوى أو المضمون.

ومنطق الصدق هو أن يقيس الاختبار ما أعد لقياسه.

   وقد ميزت انستازي في الطبعة السادسة (Anastasi, 1999, pp 155-156 , pp122-124) بين نوعين من العمل داخل البنود في كل من الثبات والصدق  نوضحهما في الشكل التالي:

          معاملات ثبات                                            معاملات صدق

	inter-item consistency  الاتساق عبر/ داخل البنود		internal consistency الاتساق الداخلي

 

                                                                              

 - حيث الاعتماد على تطبيق وحيد للاختبار .                            - اعتبار الدرجة الكلية كمحك للاتساق الداخلي.

أنواعه:  1- التجزئة النصفية.                           أنواعه: 1-  ارتباط الدرجة على البند بالدرجة الكلية.

            2- معامل ألفا  أو كودر20، 21                         2- ارتباط الدرجة على البعد بالدرجة الكلية.

                                                                             3-  المجموعات الطرفية/ المتناقضة.

          

      وجميعنا على علم بكيفية حساب كل نوع من الأنواع السابق ذكرها. إذن نستطيع أن نقول أن الاتساق داخل البنود ليس هو الاتساق الداخلي فالأول لحساب الثبات، والثاني لحساب الصدق فليس من المنطقي أن نعتبر معامل لارتباط بند بالدرجة الكلية وليكن 0.30 وهو دال (وفقا لحجم العينة) أن يكون ثباتا. فالثبات كما بينا هو نسبة التباين الحقيقي إلى التباين الكلي وهذه القيمة متدنية إلى حد كبير ومن ثم فتباين الخطأ هنا = 1-0.3= 0.70 وهذا مخالف لمنطق الثبات. ومن هنا اعتقد أنه خطأ علمي وإحصائي أن نقول بصدق الاتساق الداخلي على أنه ثبات. ويتضح من أنواع معاملات الثبات المذكورة عاليه أنها تعمل داخل البنود كما في التقسيم (فردي/زوجي أو نصف أعلي ونصف أدني.. ) في حال التجزئة النصفية أو التقسيم على كل بند على حده كما في معادلة ألفا كرونباخ أو كودر ريتشاردسون.

    * أما موضوع الاتساق الداخلي فهو أقرب للصدق منه للثبات وأقرب أكثر لصدق التكوين حيث إن مقاييسه تعتبر مقاييس للتجانس Homogeneity بين البنود والدرجة الكلية. ويحسب إما بمعامل ارتباط بيرسون أو معامل الارتباط الثنائي في حالة البنود التي يجاب عليها ب نعم/لا أو صح/خطأ. وترى انستازي أنه على الرغم من أهمية صدق الاتساق الداخلي إلا أن إسهامه في التحقق من صدق الاختبار يعد محدودا حيث يجب الاعتماد على بيانات خارجية كمحك للصدق.

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله.

للتعليق يمكن المراسلة والتواصل على الايميل: safkh678@yahoo.com